خطبة الجمعة القادمة: خيرية هذه الأمة وواجبنا نحو تحقيقها ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 22 ربيع الأول 1440هـ الموافق 30 نوفمبر 2018م
كتب: د.خالد بدير
خطبة الجمعة القادمة: خيرية هذه الأمة وواجبنا نحو تحقيقها ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 22 ربيع الأول 1440هـ الموافق 30 نوفمبر 2018م.
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة الخطبة كما يلي:
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: خيرية هذه الأمة في ضوء القرآن والسنة
العنصر الثاني : من خصائص وفضائل هذه الأمة
العنصر الثالث: واجبنا نحو هذه الخيرية وكيف نحققها
المقدمة: أما بعد:
العنصر الأول: خيرية هذه الأمة في ضوء القرآن والسنة
عباد الله: إن الله عز وجل فضل أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – على جميع الأمم السابقة وجعلها خير أمة أخرجت للناس ؛ وهذه الخيرية لم تأت من باب العنصرية أو القبلية أو الدعوة إلى المفاخرة والمباهاة ؛ وإنما جاءت من باب تحمل الأمانة والمسئولية ؛ فهي تكليف قبل أن تكون تشريفاً وتكريماً؛ وهذه الخيرية لم تأت مطلقة دون قيد أو شرط ؛ وإنما جاءت مشروطة بشروط ؛ توجد بتحقيقها وتنعدم بعدمها ؛ قال تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }. [آل عمران: 110]. جاء في تفسير القرطبي ما نصه: ” إنما صارت أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – خير أمّةٍ لأن المسلمين منهم أكثر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفْشَى ؛ وفي هذه الآية مدح هذه الأمّة ما أقاموا ذلك واتصفوا به؛ فإذا تركوا التغيير وتَواطَؤوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذّمّ، وكان ذلك سبباً لهلاكهم “.
فالله – عز وجل – يرحم هذه الأمة ويفضلها على غيرها ما دامت قائمة على هذه الشروط وهي: الإيمان بالله ؛ والأمر بالمعروف ؛ والنهي عن المنكر ؛ وإقام الصلاة ؛ وإيتاء الزكاة ؛ وطاعة الله ورسوله . قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وقال سبحانه: { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ } [آل عمران : 104] . يقول الإمام الشوكاني رحمه الله : ” في الآية دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوبه ثابت في الكتاب والسنة، وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة، وأصل عظيم من أصولها، وركن مشيد من أركانها، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها “.
والناظر إلى هذه الآية الكريمة يجد أن الله قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصلاة والزكاة ؛ وذلك لعظم الحاجة إليه وشدة الضرورة إلى القيام به، ولأن بتحقيقه تصلح الأمة، ويكثر فيها الخير وتظهر فيها الفضائل وتختفي منها الرذائل، ويتعاون أفرادها على الخير، ويتناصحون ويجاهدون في سبيل الله، ويأتون كل خير ويذرون كل شر، وبإضاعته والغفلة عنه تكون الكوارث العظيمة، والشرور الكثيرة، وتفترق الأمة، وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، وتختفي الفضائل ويهضم الحق، ويظهر صوت الباطل، وهذا أمر واقع في كل مكان وكل دولة وكل بلد وكل قرية لا يؤمر فيها بالمعروف ولا ينهى فيها عن المنكر، فإنه تنتشر فيها الرذائل وتظهر فيها المنكرات ويسود فيها الفساد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالخيرية متحققة وقائمة بشروطها المعهودة؛ أما إن قصرنا وبددنا هذه الشروط وأهملنا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح فيما بيننا؛ فلنتربص عقاب الله تعالى؛ فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ ” ( الترمذي وحسنه ) .
وقد قصَّ الله تعالى علينا أخبار الأمم السابقة والعواقب الوخيمة التي انتهوا إليها حين شاعت فيهم الانحرافات والمخالفات؛ وأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه؛ دون أن يرفع أحد منهم رأساً أو يقول كلمة لأولئك الذين يستعجلون أيام الله لأنفسهم ولأممهم . فقال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة : 78-79] .
فقد أجرم القوم مرتين : مرة حين وقعوا في الآثام ، وأخرى حين تركوا المعاصي تشيع فيهم دون أن تسود فيهم روح التناهي عنها .
وقد جاء في الحديث ما يفسر تدرجهم نحو الحال التي استوجبت لهم اللعن ، فعن ابن مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “إِنَّ أَوَّلَ مَا دخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّه كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا اتَّق اللَّه وَدعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ، ثُم يَلْقَاهُ مِن الْغَدِ وَهُو عَلَى حالِهِ، فَلا يمْنَعُه ذلِك أَنْ يكُونَ أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وَقعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّه قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ” ثُمَّ قَالَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ. كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} إِلَى قوله {فَاسِقُونَ} [ المائدة: 78،81] ( أبو داود واللفظ له والترمذي وحسنه ).
وكما حفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تبين خيرية هذه الأمة ؛ فكذلك تضافرت الأحاديث النبوية التي تدل على هذا المعنى :
فعن حكيم بن مُعَاوية بن حَيْدَة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أنْتُمْ خَيْرُهَا، وأنْتُمْ أكْرَمُ عَلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ” . ( أحمد والترمذي وحسنه ).
وعن أبي الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، يقول:” إنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا عِيسَى، إنِّي بَاعِثٌ بَعْدَكَ أُمَّةً، إنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا وشَكَرُوا، وإنْ أصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا، وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ”. قال: يَا رَبِّ، كَيْفَ هَذَا لهُمْ، وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ؟. قال: “أُعْطِيهِمْ مِن حِلْمِي وعلمي”. ( البيهقي في الشعب ) .
وعَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ, قَالَتْ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ , وَأَتْقَاهُمْ , وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ , وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ “. ( أحمد والطبراني ).
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُونَهُ. قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ ؛ فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ عَجَبًا : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلًا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا . وَقَالَ آخَرُ : مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ كَلَامِ مُوسَى كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا . وَقَالَ آخَرُ : فَعِيسَى كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ . وَقَالَ آخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ وَقَالَ :” قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَكُمْ وَعَجَبَكُمْ ؛ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللَّهِ وَهُوَ كَذَلِكَ ؛ وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ وَهُوَ كَذَلِكَ ؛ وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ؛ وَآدَمُ اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ؛ أَلَا وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ وَلَا فَخْرَ ؛ وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ؛ وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ؛ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حِلَقَ الْجَنَّةِ فَيَفْتَحُ اللَّهُ لِي فَيُدْخِلُنِيهَا وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا فَخْرَ ؛ وَأَنَا أَكْرَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَلَا فَخْرَ “. ( الترمذي ) .
فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يذكر خصائصه وفضائله ولا يفخر بذلك ؛ ونحن أمته اكتسبنا هذه الخيرية من خيريته عليه الصلاة والسلام . يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله -: ” وإنما حازت هذه الأمة قَصَبَ السَّبْق إلى الخيرات بنبيها محمد – صلى الله عليه وسلم – فإنه أشرفُ خلق الله أكرم الرسل على الله، وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يُعْطه نبيًّا قبله ولا رسولاً من الرسل؛ فالعمل على منهاجه وسبيله، يقوم القليلُ منه ما لا يقوم العملُ الكثيرُ من أعمال غيرهم مقامه ” ( تفسير ابن كثير ).
وهكذا ظهرت لنا خيرية هذه الأمة وخيرية رسولها كما جاءت في القرآن والسنة؛ وكما ستأتي أمثلة ذلك في عنصرنا التالي إن شاء الله تعالى.
العنصر الثاني : من خصائص وفضائل هذه الأمة
أيها المسلمون: لقد خص الله – عز وجل – هذه الأمة بفضائل وخصائص كثيرة ؛ جعلتها خير أمة ؛ ومن هذه الخصائص:
أن الله جعلها أمةً وسطاً شاهدةً على جميع الأمم السابقة: قال تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[ البقرة : 143]. وهنا إعجاز عددي في هذه الآية الكريمة، فعدد آيات سورة البقرة 286 ÷ 2 = 143 ، هذا هو رقم هذه الآية، فكأن الآية نفسَها جاءت وسطاً ، وكفى بها رسالة للأمة لتكون وسطاً في كل شئ. والوسطية هنا تعني الأفضلية والخيرية والرفعة؛ فالأمة وسط في كل شيء، وسطية شاملة .. فهي وسط في الاعتقاد والتصور، وسط في العلاقات والارتباطات ، وسط في أنظمتها ونظمها وتشريعاتها، فحري بالمسلمين أن يعودوا إلى وسطيتهم التي شرفهم الله بها من أول يوم ..نعم ، أمة وسطاً : مجانبة للغلو والتقصير ، وحري بمن تشددوا في الدين أن يعودوا إلى وسطية الإسلام ؛ وحري بمن كفّروا المسلمين وفسّقوا المصلحين أن ينهلوا من وسطية الإسلام .
إن هذه الوسطية أهلت هذه الأمة ومنحتها الشهادة على جميع الأمم، وهذه الشهادة قسمان: شهادة على نفسها في الدنيا، وشهادة على غيرها في الآخرة. فشهادتها على نفسها في الدنيا: أن يشهد بعضهم على بعض، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ” ( متفق عليه واللفظ لمسلم ).
فشهادة الأمة في الدنيا سبب في وجوب دخول الصالح الجنة والطالح النار.
أما شهادة هذه الأمة في الآخرة فتكون على الأمم السابقة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : { جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } ، قَال : وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ ” ( البخاري).
فأمة محمد تشهد لنوح وغيره بأنهم بلغوا ونصحوا بموجب ما جاء في القرآن كما صرحت بذلك روايات أخرى للحديث.
أحبتي في الله: هذه رسالة لكل فرد من أفراد المجتمع أن يحسن خلقه ومعاملته مع أهله وجيرانه وأحبابه وأصدقائه وبني جنسه ليشهدوا له بصلاحه وتقواه في وقت هو أحوج إلى جنة ومغفرة مولاه .
ومنها: اختصاصها بأنها أمةٌ محفوظةٌ من الهلاكِ والاستئصالِ: فعن ثوبان – رَضيَ اللهُ عنهُ – قال: قالَ رسولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ” إنَّ الله زَوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوي لي منها، وأُعطيت الكنزين الأحمر والأبيض, وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلكها بسنةٍ عامةٍ، وأن لا يُسلِّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإنَّ ربي قال: يا مُحمَّدُ إني إذا قضيتُ قضاءً فإنَّهُ لا يُردُّ، وإني أعطيتُك لأمتك أنْ لا أهلكهم بسنةٍ عامةٍ, وأنْ لا أسلطَ عليهم عدواً مِن سوى أنفسِهم يستبيحُ بيضتَهم ولو اجتمعَ عليهم مَن بأقطارِها حَتَّى يكونَ بعضُهم يُهلك بعضاً، ويسبي بعضُهم بعضاً “. ( مسلم ).
ومنها: كثرة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت: فقد أخرج البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” مثلُكم ومثلُ أهلِ الكتابين، كمثلِ رجلٍ استأَجَرَ أُجَراءَ ، فقال: مَن يَعْمَلُ لي مِن غُدْوَةٍ إلى نصفِ النهارِ على قيراطٍ ؟ فعَمِلَتِ اليهودُ ، ثم قال: مَن يَعْمَلُ لي مِن نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصرِ على قيراطٍ ؟ فعَمِلَتِ النصارى ، ثم قال: مَن يَعْمَلُ لي مِن العصرِ إلى أن تَغِيبَ الشمسُ على قيراطين ؟ فأنتم هم ، فغَضِبَتِ اليهود والنصارى ! فقالوا: ما لنا أكثرَ عملًا وأقلَّ عطاءً ؟ قال: هل نَقَصْتُكم مِن حقِّكم ؟ قالوا: لا ، قال: فذلك فضلي أُوتيه مَن أشاءُ “. فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومنها: ليلة القدر تعدل ألف شهر: قال ابن كثير في تفسيره عن مجاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لَبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، قال: فَعَجب المسلمون من ذلك، قال: فأنزل الله عز وجل: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } ( القدر : 1-3) التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر . أ. ه
فليلة واحدة خير من عبادة 83 سنة من الأمم الماضية، فما بالك لو صادفتك ليلة القدر عشرين سنة مثلاً.
ومنها: يوم عرفه ويوم عاشوراء: فصيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين؛ وصيام يوم عاشوراء؛ يكفر ذنوب سنة؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ؛ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.”( مسلم)؛ يقول ابن حجر: “وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى نبي هذه الأمة فلذلك كان أفضل.”( فتح الباري ).
وكأنه خصوصية لنبينا صلى الله عليه وسلم وأمته .
ومنها: سبق أمة محمد جميع الأمم السابقة يوم القيامة: فكل هذه الخصائص والفضائل جعلت أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – مع قصر أعمارها – تسبق جميع الأمم السابقة يوم القيامة، مع أنهم قبلنا في الدنيا؛ كما بشرنا نبينا – صلى الله عليه وسلم – بذلك .
فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” نحن الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتابَ من قَبلِنا “، فمع أن اليهود والنصارى قبلنا في الدنيا إلا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبلهم وسابقة لهم في البعث والحساب ودخول الجنة كما صرحت بذلك رواية الإمام مسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم:” نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؛ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ. ” .
أقول: لو أنك وضعت طعاماً في إناءٍ وأردت أن تغرف منه؛ فإن آخر الطعام وضع هو أول طعام غُرف، ولله المثل الأعلى.
عباد الله: هناك أمثلةٌ كثيرةٌ لخصائص وفضائل هذه الأمة لا يتسع المقام لذكرها، وأنت بذلك خبير في معرفة بقية الأمثلة من الكتاب والسنة.
وبعد؛ فهذه خصائص وفضائل وهبات ربانية لا تكون إلا للأمة المحمدية؛ أمة العمل القليل والأجر الكبير والفضل العظيم، لتحمد الله أن جعلك من أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
وممــــــا زادني فخـــــــــراً وتيهـــــــاً ……………… وكـــــدت بأخمــــــــــصي أطــــأ الثــــــــــريـا
دخولي تحت قولك يا عبادي …………….. وأن صــــــــــــــــــــــــــــــــــــيَّرت أحمد لي نبيـــــــاً
العنصر الثالث: واجبنا نحو هذه الخيرية وكيف نحققها
عباد الله: عرفنا في عنصرنا السابق أن هذه الأمة المباركة في الفضائل والبركات، يترادف عليها فضل الله وكرمُه، وتتقلب في إنعامه وإحسانه، فيا فوزنا ويا سعدنا أن كنا من أمة هذا النبي الكريم العظيم، ولكن مهلاً … هل شكرنا الله حق شكره أن جعلنا من هذه الأمة؟ وهل كنا على مستوى هذا التكريم؟ هل أعطينا العالم صورةً حسنة عن هذه الأمة المحمدية؟ أليس من المأساة أن يقولَ بعضُ من أسلم من الغربيين: أحمد الله أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين وإلا لما أسلمت؟!!
قرأ عن الإسلام فسرّه ما فيه فاعتنقه، فلما رأى المسلمين هاله البونُ الشاسع بين المقروء والمشاهَد، وظن أنه لو رأى المسلمين وحالَهم قبل أن يقرأ عن الإسلام لما فكر في اعتناقه، لا بد عباد الله أن نحقق في أرض الواقع هذه الخيرية ونحملَ هذا الإسلام فنبشرَ به العالمين ونحيي به موات الدنيا، فإن الأرض عطشى إلى مطر المسلمين، مشتاقة إلى وقع أقدامهم وهتاف تكبيرهم. روي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : ” لا تَنْظُرُوا إِلَى صِيَامِ أَحَدٍ وَلا صَلاتِهِ وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ إِذَا حَدَّثَ , وَأَمَانِتِهِ إِذَا ائْتُمِنَ , وَوَرَعِه إِذَا أَشْفَى ” .
الخلاصة : “لا تحدثني كثيرا عن الدين …. ولكن دعني أرى الدين في سلوكك وأخلاقك وتعاملاتك”.
عباد الله: إذا أردنا أن نحقق الخيرية فعلينا أن نتقن أعمالنا ونتقي الله في أقوالنا وأفعالنا؛ إذا أردنا أن نحقق الخيرية فعلينا أن نكون وقافين عند حدود الله نأتمر بأمره وننتهي عن نواهيه؛ إذا أردنا أن نحقق الخيرية فعلينا الحفاظ على ثوابت الدين وأصوله من أي تحريف أو تغيير أو تبديل؛ إذا أردنا أن نحقق الخيرية فعلينا التمسك بكتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – والدفاع عنهما من تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين!! فعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ ؛ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ ؛ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ ؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ”.( أحمد وأبوداود والترمذي). لهذا وعظ النبي – صلى الله عليه وسلم – صحابته الكرام موعظة بليغة ؛ حثهم فيها على التمسك بكتابة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ؛ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:” أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ؛ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ؛ وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ” ( أبو داود والترمذي وصححه).
فيجب على المسلم السمع والطاعة والانقياد لأوامر الله ورسوله؛ ولقد حفل القرآن الكريم بمواقف كثيرة تدل على سرعة استجابة الصحابة لأوامر الله ورسوله، وكثرت كلماتهم كما في السنة المطهرة :” سمعا وطاعة لله ورسوله”. ” بأبي أنت وأمي يا رسول الله” أي : أفديك بأحب الناس إلىَّ في الحياة وهم أبي وأمي؛ وهذا على خلاف اليهود الذين كانوا دوماً يقولون ” سمعنا وعصينا ” .
وبهذه المناسبة سأعقد لك مقارنة بين الفريقين في أمر السمع والطاعة والانقياد ، قال تعالى عن المؤمنين: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور : 51)، وفي المقابل عصيان اليهود: { مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} ( النساء: 46) .
فلتكن دائم الاستجابة والانقياد والخضوع لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن الصحابة من أول نداء قالوا سمعنا وأطعنا ؛ ونداءات القرآن والسنة معنا منذ أكثر من أربعة عشر قرناً !! ومع ذلك سمعنا وما أطعنا !!
فنحن نسمع نداءات النهي عن الربا والزنا والخمر والقتل والتخريب والتفجير والتكفير وجميع المنكرات ؛ فهل استجبنا لهذه النداءات؟!!
عباد الله: نحن في سفينة واحدة ؛ سفينة الخيرية والأفضلية؛ سفينة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ سفينة النجاة إن قمنا بحقها والغرق إن قصرنا ؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا ». (البخاري). ” قال المهلب وغيره : في هذا الحديث تعذيب العامة بذنب الخاصة..، وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف “. (فتح الباري).
فإذا أردنا أن نحقق الخيرية فعلينا أن نعمل بشروطها المذكورة في الآية الكريمة؛ وإلا لخلع الله عنا تاج العزة والكرامة وألبسنا لباس الذل والهوان !!
نسأل الله أن يوفقنا لمراضيه ؛ وأن يجعل مستقبل حالنا خيراً من ماضيه .
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي